منذ توقيع السعودية وألمانيا مذكرة تفاهم للتعاون الفني والصناعي عام 1977، شهدت العلاقات التجارية بين البلدين نموًا ملحوظًا، مع اتجاه تصاعدي يعزز المصالح المشتركة. يشترك البلدان في عضوية مجموعة العشرين، حيث تُعد السعودية أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بينما تحتل ألمانيا المرتبة الأولى اقتصاديًا في الاتحاد الأوروبي. ويسعى الطرفان إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية عبر منتدى الأعمال السعودي-الألماني الذي يُعقد دوريًا لدعم التبادل التجاري.
تُعد السعودية ثاني أهم شريك تجاري لألمانيا في العالم العربي، فيما تحتل ألمانيا المركز الرابع بين أكبر مورّدي المملكة. وعلى الصعيد العالمي، كانت السعودية الشريك التجاري رقم 38 لألمانيا في عام 2021، كما جاءت في المرتبة الثانية بين مستوردي السلع الألمانية في العالم العربي بواردات بلغت 4.1 مليار يورو، مقابل صادرات سعودية لألمانيا بقيمة 816.8 مليون يورو. في عام 2023، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 9.899 مليار دولار، بينما وصل حتى الربع الثالث من عام 2024 إلى 7.585 مليار دولار، ما يؤكد استمرار نمو العلاقات التجارية.
تستورد السعودية من ألمانيا مجموعة متنوعة من المنتجات، تشمل الأدوية، والأجهزة الطبية والبصرية، والسيارات وأجزاؤها، بالإضافة إلى المعدات الكهربائية والآلات الصناعية. في المقابل، تصدّر السعودية إلى ألمانيا المنتجات المعدنية، والمواد الكيميائية العضوية وغير العضوية، واللدائن ومصنوعاتها، والنحاس ومشتقاته. وتُعد المواد البتروكيميائية والأسمدة الصناعية من أبرز الصادرات السعودية، حيث تشكل نحو 25% من إجمالي الصادرات إلى ألمانيا.