مع بزوغ نجم الجوزاء الذي يُعلن قلب الصيف وذروته، بدأت الأمطار الصيفية تتساقط على منطقة عسير، لتقدّم مشهدًا استثنائيًا يجمع بين سحر الطبيعة واعتدال الأجواء الذي يبهج قلوب زوّارها.
وما إن هطلت الزخات الأولى بهدوء على المرتفعات حتى اكتست القمم الجبلية برداء من الضباب الناعم، لتتشكّل لوحات ضبابية آسرة تُحاكي بساطة الطبيعة وجمالها المتفرّد، في حين امتزجت السحب الرمادية مع خضرة الجبال في مشهد يأسر الأنظار.
أمطار الجوزاء: ضباب ساحر وحراك سياحي متجدّد
تدفّق الزوّار والمصطافون إلى أبها وضواحيها ومصايفها الحالمة مثل السودة، بلّحمر، بلّسمر، تنومة والنماص، ليعيشوا أوقاتًا لا تُنسى بين رذاذ المطر، عبق الأرض المبلّلة، وسحر الضباب الذي يتسلل بين الجبال.
في هذه الأجواء الحالمة، امتلأت المدرجات الزراعية بالحياة وكأنها خرجت من لوحة فنية، بينما انطلق الأطفال يلهون تحت زخات المطر، وانشغل الكبار بتوثيق المشاهد الساحرة بعدساتهم، وكأنهم يصنعون ذكرى لا تُقدّر بثمن.
كما شهدت المطلات الجبلية والمقاهي ذات الإطلالات الساحرة إقبالًا لافتًا من الأهالي والزوار، الذين استمتعوا بمشهد الضباب المتحرّك بين الجبال واحتساء القهوة الساخنة تحت المطر.
وامتد هذا الحراك إلى الأسواق ومراكز التسوق التي نشطت بحركة الزوار والمصطافين، في حين ازدحمت الطرق المؤدية إلى وسط أبها والمطلات المطلة على الأصدار التهامية، في مشهد يعكس مكانة المنطقة وجاذبيتها الفريدة.
وتراوحت درجات الحرارة في عسير بين 21° و28° مئوية مع نسبة رطوبة منخفضة وصلت إلى 19٪، بينما بلغت سرعة الرياح ما بين 5 إلى 11 كلم/ساعة، وكميات الأمطار حوالي 20٪، لتُشكّل أجواءً معتدلة مثالية مقارنةً بصيف باقي المناطق.
هذه البداية المبكرة لموسم الأمطار تبشّر بصيف سياحي واعد يعزز مكانة عسير كوجهة طبيعية متميّزة، بما تجمعه من مناخ فريد، طبيعة ساحرة، وتراث عريق يقدّم للزوار تجارب لا تنسى عامًا بعد عام.
اقرأ أيضًا:الرحلات الداخلية في السعودية: استكشف جمال المملكة العربية السعودية
