مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بسبب البرنامج النووي الإيراني، لجأت واشنطن إلى استخدام نوع خاص من الأسلحة في هجومها الأخير على المنشآت النووية الإيرانية الثلاثة، وفي مقدمتها منشأة فوردو شديدة التحصين.
هذه الأسلحة هي القنابل الخارقة للتحصينات، وتحديداً قنابل GBU-57 Massive Ordnance Penetrator المعروفة باسم “مخترقة الجبال”.
ما هي القنابل الخارقة للتحصينات GBU-57 Massive Ordnance Penetrator؟
تعد قنبلة GBU-57 MOP أكبر قنبلة تقليدية خارقة للتحصينات في الترسانة الأمريكية، يبلغ وزنها نحو 13,600 كجم (30,000 رطل)، ويزيد طولها عن 6 أمتار.
صممت هذه القنبلة لاختراق ما يصل إلى 60 متراً من الخرسانة المسلحة أو 40 متراً من الصخور الصلبة قبل أن تنفجر داخل الهدف، تحمل حوالي 2,400 كجم من المواد شديدة الانفجار، وتوجه عبر نظام GPS لضمان دقة الإصابة.
لماذا اختارت أمريكا قنابل GBU-57 لضرب إيران؟
منشأة فوردو النووية الإيرانية تقع على عمق يقارب 100 متر داخل جبل صخري، ما يجعلها عصية على معظم القنابل التقليدية أو حتى الخارقة للتحصينات الأصغر مثل GBU-28.
لهذا السبب، طورت الولايات المتحدة قنبلة GBU-57 خصيصاً لمهاجمة الأهداف المحصنة بعمق كبير، حيث يمكنها اختراق التحصينات وتدمير البنية التحتية الحيوية للمنشأة أو سد مداخلها ومخارجها.
كيف يتم إطلاق قنابل GBU-57؟
لا تستطيع أي طائرة مقاتلة أو قاذفة تقليدية حمل هذه القنبلة الضخمة سوى قاذفات B-2 Spirit الشبحية. تتميز هذه القاذفات بقدرتها على التحليق لمسافات طويلة وتفادي أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة بفضل تقنيتها الشبحية. تُطلق القنبلة من ارتفاعات عالية لتكتسب سرعة كافية للاختراق العميق قبل الانفجار.
مدى فعالية قنبلة GBU-57 في تدمير المنشآت النووية
تستطيع قنبلة GBU-57 تعطيل أو تدمير المنشآت النووية المدفونة بعمق كبير، مثل فوردو، من خلال تدمير البنية التحتية أو سد المداخل، ما يصعب عمليات الإصلاح ويعطل البرنامج النووي لفترة طويلة. ورغم قوتها التدميرية، صممت القنبلة لتقليل مخاطر التسرب الإشعاعي أو التلوث البيئي، حيث ينحصر الانفجار داخل الهدف المدفون.
تصريحات ترامب ونهاية منشأة فوردو
و في ضوء التصريحات الحاسمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن موقع فوردو النووي قد انتهى، تتصاعد التوقعات حول مدى تأثير هذه الضربة على البرنامج النووي الإيراني، يُعتبر هذا الإعلان مؤشراً قوياً على نجاح العملية العسكرية الأمريكية في استهداف أحد أكثر المواقع تحصيناً وسرية في إيران.
ومع استمرار متابعة الأوساط الدولية لحجم الأضرار وردود الفعل الإيرانية، تظل الساعات القادمة حاسمة في تحديد مسار الأزمة. يبقى السؤال الأبرز: هل سيؤدي هذا الحدث إلى تغيير جذري في قدرات إيران النووية، أم أن الرد الإيراني سيعيد الأمور إلى نقطة الصفر؟ الإجابة على هذه التساؤلات ستتضح مع تطور الأحداث وردود الفعل الدولية والإقليمية.