أكد الدكتور شرف السفياني، رئيس مجلس إدارة جمعية آفاق لعلوم الفلك بمحافظة الطائف، على غرابة الأفكار التي يتبناها مؤيدو نظرية الأرض المسطحة، خاصة فيما يتعلق بالقارة القطبية الجنوبية.
حيث يرون أن “أنتاركتيكا” ليست قارة كما هو معروف علميًا، بل جدار جليدي هائل يحيط بالأرض المسطحة، يشبه حافة صحن مسطح، ويمنع سقوط المياه إلى الفضاء، ويزعمون أن السلطات العالمية تخفي هذه الحقيقة وتمنع الناس من الوصول إلى المناطق النائية لاكتشاف الواقع.
وأوضح السفياني أن أنصار هذه النظرية يروجون لفكرة وجود مؤامرة عالمية تتستر على “الحقيقة”، مشيرين إلى أن وكالات الفضاء، وعلى رأسها “ناسا”، تُزوّر صور الأرض لتبدو كروية، في حين يعتقدون أن القارة القطبية هي في الحقيقة الحافة الخارجية للأرض. كما يعتبرون أن معاهدة أنتاركتيكا الموقعة عام 1959، والتي تمنع الاستغلال العسكري للقارة، ما هي إلا وسيلة لإخفاء الحقيقة.
وأضاف أن البعض يروج لفكرة أن الذهاب إلى أجزاء معينة من أنتاركتيكا “ممنوع”، ويشككون في أسباب حظر الرحلات الخاصة، رغم أن الهدف الحقيقي من هذه القيود هو حماية البيئة وضمان السلامة، بينما يدّعي هؤلاء أن العلماء المتواجدين هناك ما هم إلا “حرّاس” لحماية السر، وينكرون وجود الجاذبية، مدّعين أن الأرض تتسارع إلى الأعلى.
وبيّن السفياني أن بعضهم يعتقد أن الجليد يبقى ملتصقًا بالأرض لأن الكوكب يتحرك للأعلى باستمرار، وأن أنتاركتيكا هي الحد الفاصل الذي يمنع الناس من السقوط أو الانزلاق من الحافة.
وحول خرائطهم الخاصة، أشار إلى أنهم يستخدمون خرائط بديلة تُظهر الأرض على هيئة قرص دائري، تحيط به أنتاركتيكا كحلقة خارجية، بما يتوافق مع نموذج الأرض المسطحة الذي يروجون له.
وفي المقابل، شدد السفياني على أن الحقائق العلمية تؤكد كروية الأرض، وأن الأقمار الصناعية توثق ذلك بوضوح، كما أن الجيولوجيين أثبتوا أن القارة القطبية الجنوبية جزء طبيعي من القشرة الأرضية، وتُجرى فيها رحلات استكشافية منتظمة رغم صعوبة ظروفها المناخية.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن نظريات الأرض المسطحة تتعارض تمامًا مع قوانين الفيزياء والجيولوجيا، وتعتمد على مفاهيم خاطئة ونظريات مؤامرة لا أساس لها، مشددًا على أن “أنتاركتيكا قارة حقيقية، وليست حافة لعالم مسطح”.