سرقة كيم كارداشيان شهدت العاصمة الفرنسية باريس في أكتوبر 2016 حادثة سرقة مسلحة مروعة طالت نجمة تلفزيون الواقع العالمية كيم كارداشيان، حيث اقتحم خمسة إلى سبعة ملثمين يرتدون زي رجال الشرطة جناحها الفاخر في فندق راقٍ، وقيدوها بأربطة بلاستيكية (Zip ties) وشريط لاصق، وهددوها بمسدسات قبل سرقة مجوهرات تقدر قيمتها بحوالي 7 ملايين يورو (ما يعادل أكثر من 6 ملايين دولار).
وقامت كارداشيان لاحقًا بالإدلاء بشهادتها في محكمة باريس، مستذكرة لحظات الرعب التي عاشتها، حيث كانت تخشى الاغتصاب والقتل، وكانت تصرخ طالبة النجاة لحياتها وسط تهديد اللصوص
تفاصيل حادثة سرقة كيم كارداشيان في باريس
وقع الحادث في حوالي الساعة الثالثة صباحًا بتوقيت باريس، حين كانت كيم كارداشيان (35 عامًا آنذاك) في جناحها بالفندق تحضر للسفر بعد مشاركتها في أسبوع الموضة، اقتحم اللصوص غرفتها بعد تقييد الحارس الليلي وإجباره على فتح الباب، ثم قاموا بتقييدها وربط يديها وأغلقوا فمها بالشريط اللاصق، وهددوها بالسلاح.
استهدف اللصوص مجوهرات ثمينة جدًا، من بينها خاتم الخطوبة الماسي الذي تبلغ قيمته 4 ملايين دولار، إلى جانب أساور كارتييه الماسية، عقد جايكوب الذهبي والماسي، أقراط لورين شوارتز، ساعة رولكس ذهبية، وعدة قطع أخرى.
لحظات الرعب والخوف خلال السرقة المسلحة
في شهادتها أمام محكمة باريس عام 2025، وصفت كيم كارداشيان لحظات الرعب التي عاشتها: “كنت متأكدة أنني سأموت، وخشيت أن أتعرض للاعتداء الجنسي”، مضيفة أنها كانت ترتدي روب الاستحمام فقط عندما سقط عليها أحد اللصوص، مما زاد من شعورها بالخطر والذعر.
ناشدت اللصوص أن يتركوا لها حياتها، قائلة: “لدي أطفال، أرجوكم خذوا كل شيء لكن دعوني أعيش”. بعد مغادرة اللصوص، تمكنت من تحرير نفسها عبر تحريك يديها حتى خرجت من الأربطة، ثم هرعت إلى غرفة صديقتها وطلبت المساعدة.
قيمة مجوهرات كيم كارداشيان المسروقة
تقدر قيمة المجوهرات المسروقة في حادثة سرقة كيم كارداشيان بما يقارب 7 ملايين يورو (حوالي 6 ملايين دولار)، وهي تشمل قطعًا نادرة وثمينة للغاية. لم يُعثر على معظم المجوهرات حتى الآن، باستثناء صليب مرصع بالألماس تركه أحد اللصوص عن طريق الخطأ أثناء الفرار.
تشير التحقيقات إلى أن العصابة قامت بتذويب بعض القطع الذهبية وبيعها في السوق السوداء، بينما يُعتقد أن خاتم الخطوبة الماسي تم تفكيكه أو بيعه عبر قنوات خاصة بسبب صعوبته في البيع العلني.
محاكمة المتهمين في سرقة كيم كارداشيان
بعد تحقيقات مكثفة استمرت أشهر، تم القبض على 12 متهماً في القضية، توفي أحدهم وأُعفي آخر بسبب المرض، ويُحاكم الآن تسعة رجال وامرأة في محكمة باريس بتهم تشمل السطو المسلح، الخطف، وحيازة أسلحة دون ترخيص، يُعرف المتهمون إعلاميًا بـ”لصوص الأجداد” بسبب أعمارهم التي تتراوح بين الستين والسبعين عامًا، وهم عصابة إجرامية مخضرمة.
معظمهم نفى التهم الموجهة إليهم، لكن الأدلة الجنائية، بما في ذلك عينات الحمض النووي التي تم جمعها من الشريط اللاصق والأربطة البلاستيكية التي قيدت كيم، ساعدت في توجيه الاتهامات.
تأثير السرقة على كيم كارداشيان وحياتها الشخصية
بعد الحادثة، عززت كيم كارداشيان إجراءات أمنها الشخصية بشكل كبير وغيرت من طريقة تعاملها مع وسائل التواصل الاجتماعي، حيث توقفت عن نشر تفاصيل حياتها بشكل مباشر خوفًا من تسهيل استهدافها.
صديقتها ومصممة أزيائها آنذاك، سيمون هاروش، شهدت في المحكمة أن الحادثة “غيرت حياة كيم إلى الأبد”، وأنها كانت تصرخ مرارًا “خذوا كل شيء، أريد أن أعيش من أجل أطفالي”.
الحكم في سرقة كيم كارداشيان
في مايو 2025، أصدرت محكمة الجنايات في باريس أحكامًا على المتهمين في قضية سرقة مجوهرات كيم كارداشيان التي وقعت عام 2016، حيث حكمت بسجن زعيم العصابة عمر آيت خداش (69 عامًا) ثماني سنوات، منها خمس مع وقف التنفيذ، مع دمج فترة ثلاث سنوات نافذة مع عقوبة أخرى يقضيها حالياً، مما يعني أنه لن يعود للسجن مجدداً.
أما بقية المتهمين، الذين تراوحت أعمارهم بين الستين والسبعين ويعانون من أمراض مزمنة، فقد صدرت بحقهم أحكام بالسجن تتراوح بين ثلاث إلى سبع سنوات مع وقف التنفيذ، ولن يقضوا عقوباتهم فعلياً بسبب حالتهم الصحية ومرور الوقت على الجريمة، كما برأت المحكمة اثنين من المتهمين لعدم ثبوت تورطهما.
رئيس المحكمة دافيد دو با أشار إلى أن الأحكام “غير قاسية” وأخذت في الاعتبار مرور تسع سنوات على الحادثة بالإضافة إلى الحالة الصحية للمتهمين، معتبراً أن سجنهم كان سيكون ظلماً أخلاقياً.
تعليق كيم كارداشيان على أحكام السرقة
كيم كارداشيان، التي لم تحضر جلسة النطق بالحكم، أصدرت بياناً عبر وكلائها أعربت فيه عن رضاها عن الحكم ورغبتها في “طي هذه الصفحة”. شكرت السلطات الفرنسية على جهودها لتحقيق العدالة، ووصفت السرقة بأنها “أكثر تجربة مرعبة” تركت أثراً دائماً عليها وعلى عائلتها. وأكدت إيمانها بالنمو والمسؤولية والدعاء بالشفاء للجميع، معبرة عن تسامحها مع أحد المعتدين رغم استمرار الصدمة النفسية.
زعيم العصابة عمر آيت خداش قدم اعتذاراً مكتوباً خلال المحاكمة، معبراً عن ندمه العميق، فيما عبر محامو كارداشيان عن تقديرهم لهذه الرسالة، مؤكدة النجمة أنها سامحت، لكن الصدمة ما زالت حاضرة في حياتها.
تجدر الإشارة إلى أن معظم المجوهرات المسروقة، لم تُسترد حتى الآن، ويُعتقد أن بعض القطع تم تذويبها وبيعها في السوق السوداء.