القضية الفلسطينية

استشهاد صالح الجعفراوي في اشتباكات مسلحة بقطاع غزة

استشهاد صالح الجعفراوي

أكدت وسائل إعلام فلسطينية محلية، الأحد، استشهاد صالح الجعفراوي في اشتباكات مسلحة اندلعت بين عناصر من حركة حماس ومسلحين من عائلة دغمش في حي الصبرة بمدينة غزة، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، بينهم نجل القيادي في الحركة باسم نعيم.

وبحسب مصادر محلية، فإن الجعفراوي، البالغ من العمر 26 عامًا، كان يقوم بتوثيق الأحداث ميدانيًا عندما فُقد الاتصال به صباح الأحد، قبل أن يُعلن لاحقًا عن مقتله برصاصة أنهت مسيرته المهنية والإنسانية، بعد أن عُرف بجرأته وتغطيته المستمرة لتفاصيل الحرب منذ بدايتها في 7 أكتوبر الماضي.

الجعفراوي لم يكن مجرد صحفي ميداني، بل كان أحد أبرز النشطاء و المؤثرين الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تجاوز عدد متابعيه على “إنستغرام” 3.5 مليون متابع، والذي جعله من أكثر الشخصيات الفلسطينية تأثيرًا في نقل صورة الحرب للعالم.

وخلال الأشهر الماضية، وثّق الجعفراوي القصف والدمار في قطاع غزة بلقطات مؤثرة نقلت معاناة المدنيين، وظهرت فيديوهاته من داخل مستشفى الشفاء، الذي تحول إلى مركز للأحداث في الحرب، حيث كان يصور تدفق الجرحى والضحايا ويحاول التخفيف عن الأطفال والمصابين.

وكانت شركة ميتا قد أغلقت حسابه مؤخرًا على “إنستغرام”، في خطوة أثارت موجة من الغضب بين المتابعين والنشطاء، الذين اعتبروا أن ذلك محاولة لإسكات أحد أهم الأصوات الفلسطينية التي وثقت جرائم الاحتلال بحق المدنيين.

استشهاد صالح الجعفراوي: لحظة انطفاء صوت الحرب

الجعفراوي الذي وصفته بعض الصحف الغربية، مثل: ليبيراسيون الفرنسية، بأنه “عين غزة” أو “مستر باليوود”، تحول خلال الحرب إلى رمز إنساني يوثّق الحقيقة من قلب الخطر.

ورغم التهديدات وحملات التحريض الإسرائيلية التي طالته، واتهامه بالعمل لصالح جهات مختلفة، وُصف بأنه كان يملك “حياة مثل القطة”، في إشارة إلى نجاته المتكررة من القصف، قبل أن توافيه المنية في النهاية داخل مدينته التي أحبها ووثق وجعها حتى اللحظة الأخيرة.

وقال والده في تصريحات محلية إنهم فقدوا الاتصال به منذ ساعات الصباح الأولى أثناء تغطيته للاشتباكات في حي الصبرة، قبل أن يتم العثور على جثمانه لاحقًا.

الاشتباكات التي أودت بحياته جاءت بعد توتر أمني متصاعد في الأحياء الجنوبية لغزة، حيث حاصرت الأجهزة الأمنية التابعة لحماس مربعًا سكنيًا لعائلة دغمش مطالبةً بتسليم مطلوبين، قبل أن تتحول المواجهة إلى اشتباك مسلح عنيف استمر لساعات، وسط حالة من الذعر والفوضى بين السكان.

ويعد استشهاد صالح الجعفراوي خسارة فادحة للإعلام الفلسطيني، إذ كان من بين الصحفيين القلائل الذين نقلوا الصورة من قلب المعاناة للعالم الخارجي، مستعينًا بعدسته فقط وصوته الإنساني الذي مثّل وجع غزة وأملها في آن واحد.

منذ انطلاق الحرب، لفت الجعفراوي الأنظار عالميًا بتغطيته الميدانية الصادقة، إذ بدأ يومه بتوثيق القصف الإسرائيلي و ردود الفعل الفلسطينية، وينهيه بصور توثق الدمار والمآسي الإنسانية، ليصبح واحدًا من أبرز الأصوات التي نقلت الحرب في غزة إلى العالم بلغة الصورة والعاطفة.

رحل صالح الجعفراوي، لكن أرشيفه الحافل سيظل شاهدًا على حربٍ لم تنتهِ بعد، وعلى شجاعة صحفيٍ آمن أن نقل الحقيقة هو أقوى أشكال المقاومة.

السابق
أفضل شركة لخدمات التنظيف المنزلي في خميس مشيط – كلين ستار
التالي
منتدى قطر العقاري الثالث 12–14 أكتوبر 2025: عقارات المستقبل

اترك تعليقاً