في إنجاز لافت، تواصل المتسلقة الباكستانية نايلة كياني كسر الحواجز في عالم تسلق الجبال، بعد نجاحها في بلوغ 12 من أعلى 14 قمة في العالم يتجاوز ارتفاعها 8000 متر.
تقول نايلة، بعد تسلقها جبل كانشينجونغا – ثالث أعلى قمة في العالم: “لم أكن قد مارست تسلق الجبال من قبل، ولم أكن أعرف حتى من أين أبدأ”. ولكن هذا الجهل لم يمنعها من خوض أحد أصعب التحديات في الرياضة المعاصرة.
بدأت رحلة نايلة بالصدفة تقريبًا، عندما قررت زيارة قاعدة جبل K2 في باكستان كخلفية لجلسة تصوير زفافها، ولكن زوجها لم يتمكن من مرافقتها، فذهبت وحدها. تلك الرحلة كانت نقطة التحول، إذ ألهمها وجودها بين متسلقين محترفين، لتبدأ سعيها لأن تصبح واحدة منهم.
وُلدت نايلة في باكستان وتلقت تعليمها في المملكة المتحدة، ثم استقرت في دبي قبل أكثر من عشر سنوات. ورغم خلفيتها في التمويل، قررت ترك وظيفتها لتتفرغ لعالم المغامرات، وأسّست شركة لتدريب المتسلقين الطموحين في باكستان.
المفاجأة أن انضباطها الذهني لم ينبع من تسلق الجبال بل من رياضة الملاكمة، التي مارستها سابقًا، وتقول إنها علمتها الصلابة والانضباط الذهني. حتى عندما واجهت مواقف مأساوية، مثل فقدان أربعة متسلقين في رحلة عام 2023، قاومت فكرة الانسحاب. “تذكرت الرسائل التي تلقيتها من نساء قلن إنني ألهمتهن، وعرفت أنني لا أستطيع التوقف”، تقول نايلة.
على الرغم من التحديات الجسدية التي تشمل الصقيع، وساعات من التسلق دون نوم، وغياب الغذاء الكافي، تصر نايلة أن الدعم الأسري والمجتمعي هو ما يبقيها صامدة. وتؤكد: “في كل مرة أترك ابنتيّ، أتألم، لكن وجههما يمنحني دافعًا للاستمرار”.
ترى نايلة أن دعم النساء ضروري، خاصة في مجتمعات تفرض على النساء أن يتخلين عن أحلامهن بعد الزواج أو الأمومة. وهي تأمل في أن تلهم قصتها النساء، وتساعد في بناء مستقبل أفضل لهن في باكستان، من خلال الترويج للسياحة الجبلية، وإنشاء منشآت تدريب متخصصة.
تبقّى لها قمتان فقط لإكمال تحدي القمم الـ14، وتأمل في تحقيق ذلك خلال العامين المقبلين، وهي مصممة على أن تكون ابنتاها شاهدتين على أن النساء قادرات على تحقيق أحلامهن، مهما كانت صعبة.
رحلة نايلة كياني في تسلق الجبال ليست فقط مغامرة رياضية، بل رسالة إلهام لكل امرأة تسعى لتحقيق أحلامها مهما واجهت من صعوبات.
اقرأ أيضًا عن فوائد الرياضة للأطفال
