تُعد العشر الأوائل من ذي الحجة من أعظم وأفضل أيام السنة الإسلامية، فهي تحمل مكانة روحية خاصة لدى المسلمين حول العالم. مع اقتراب بداية شهر ذي الحجة لعام 1446هـ/2025م، يزداد الاهتمام بمعرفة موعد بدء هذه الأيام المباركة، فضلها العظيم، وكيفية الاستعداد لاستثمارها بالطاعات والأعمال الصالحة. تصادف هذه الأيام موسم الحج، وتتضمن يوم عرفة الذي يعد من أفضل أيام العام، مما يجعلها فرصة ذهبية للتقرب إلى الله تعالى وزيادة الحسنات. في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل موعد بداية عشر ذي الحجة 2025، فضلها، وأفضل الطرق للاستعداد لها روحياً وعملياً.
متى تبدأ العشر الأوائل من ذي الحجة؟
بحسب الحسابات الفلكية ورؤية الهلال، من المتوقع أن يبدأ شهر ذي الحجة لعام 1446هـ يوم الأربعاء 28 مايو 2025، وهو بداية العشر الأوائل من ذي الحجة التي تبدأ مع غرة الشهر، تمثل هذه الأيام المباركة فرصة ذهبية للمسلمين لاستثمارها في الطاعات والعبادات.
ما هي عشر ذي الحجة؟
عشر ذي الحجة هي الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، وهو الشهر الأخير في التقويم الهجري، وتُعتبر من أكثر الأيام المباركة في السنة الإسلامية.
يحرص المسلمون في هذه الأيام على الإكثار من الأعمال الصالحة والطاعات، لما لها من فضل عظيم وثواب عظيم، إذ تصادف موسم الحج، ويأتي فيها يوم عرفة الذي يعد من أفضل أيام العام.
ورد ذكر هذه الأيام في القرآن الكريم في قوله تعالى: “وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ” [سورة الفجر: 1-2].
متى تبدأ رؤية هلال ذي الحجة؟
تبدأ رؤية هلال ذي الحجة بعد استطلاع هلال شهر ذي القعدة، الذي بدأ يوم 28 أبريل 2025، وتُشير الحسابات الفلكية إلى أن غرة شهر ذي الحجة 1446هـ ستكون يوم الأربعاء 28 مايو 2025.
أما وقفة عرفات، التي تعتبر من أهم مناسك الحج، فستكون يوم الخميس 5 يونيو 2025، يليها عيد الأضحى المبارك يوم الجمعة 6 يونيو 2025.
فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
هذه الأيام المباركة هي من أفضل أوقات العبادة والطاعة، حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
“ما من أيام العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام”، أي العشر الأوائل من ذي الحجة، فسألوه: “ولا الجهاد في سبيل الله؟” فقال:
“ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بماله ونفسه ثم لم يرجع من ذلك بشيء” [رواه البخاري]، ويزداد فضل هذه الأيام بوجود يوم عرفة، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟” [رواه مسلم].
وصيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنة ماضية وسنة قادمة، وهو من أعظم الأعمال التي يُستحب القيام بها في هذه العشر.
كما أن الأعمال الصالحة في هذه الأيام تتضاعف أجرها، فقد ورد في الحديث أن العمل الصالح في هذه الأيام يعادل أجره سبعمائة ضعف، ويُقال في كل يوم من هذه الأيام ألف يوم، ويوم عرفة بعشرة آلاف يوم.
لماذا فضّل الله العشر الأوائل من ذي الحجة؟
يرجع فضل هذه الأيام إلى ارتباطها بموسم الحج، الذي هو من أعظم العبادات، وإلى وجود يوم عرفة الذي هو ركن الحج الأعظم، إضافة إلى أن هذه الأيام من الأشهر الحرم التي حرم الله فيها القتال وأمر بالسكينة والأمن، مما يجعلها فرصة فريدة للعبادة والذكر والتقرب إلى الله.
كيفية الاستعداد لعشر ذي الحجة 2025
للاستفادة القصوى من فضل هذه الأيام المباركة، ينبغي للمسلم أن يستعد لها روحيًا وعمليًا، وذلك عبر الخطوات التالية:
- التوبة النصوح: استقبال هذه الأيام بالتوبة الصادقة والعزم على ترك المعاصي والذنوب، والرجوع إلى الله بقلب خاشع.
- الإكثار من الأعمال الصالحة: كالصدقة، التبرع، وصلة الرحم، ومساعدة المحتاجين، فهذه الأعمال تزيد من القرب إلى الله وتضاعف الأجر.
- الصيام: يستحب صيام أيام العشر من ذي الحجة، خاصة يوم عرفة، لما له من فضل عظيم في تكفير الذنوب وزيادة الحسنات.
- الذكر والتكبير: الإكثار من ذكر الله تعالى، والتكبير والتهليل، وتعظيم شعائر الله في كل الأوقات، وخصوصًا في هذه الأيام.
- قراءة القرآن والتدبر: زيادة التلاوة والتدبر في آيات الله، مما يعزز الإيمان ويقوي الصلة بالله.
- الاجتهاد في النوافل: كصلاة النوافل والقيام، والاعتكاف إن أمكن، لما له من أثر كبير في تزكية النفس وتقوية الروح.
- الحرص على أداء الفروض: تأدية الصلوات في أوقاتها بخشوع، والالتزام بالفرائض الدينية.
- الاستعداد النفسي: تجديد النية والإخلاص في العمل الصالح، والبعد عن كل ما يلهي عن ذكر الله وطاعته.
في الختام، تُعد العشر الأوائل من ذي الحجة فرصة ثمينة للمسلمين لاستثمارها في الطاعات والأعمال الصالحة، لما لها من فضل عظيم وأجر مضاعف.
مع اقتراب هذه الأيام المباركة، ينبغي علينا جميعًا الاستعداد الروحي والعملي لاستقبالها بالتوبة والإخلاص، والإكثار من العبادة والذكر، والاستفادة من بركات يوم عرفة ويوم العيد. إن اغتنام هذه الأيام يعزز صلتنا بالله ويقربنا من رضاه، ويجعلنا من الفائزين في الدنيا والآخرة. فلنجعل هذه العشر المباركة نقطة انطلاق جديدة نحو حياة أكثر تقوى وإيمانًا.
