كشفت دراسة طولية نُشرت في المجلة الأمريكية للطب الوقائي عن أن السلوك الإيجابي في الطفولة – مثل اللطف، والتعاون، والتعاطف – يرتبط بشكل وثيق بتبني عادات غذائية صحية خلال فترة المراهقة.
وبحسب تقرير نشره موقع ميديكال ساينس، اعتمدت الدراسة على بيانات “دراسة الألفية البريطانية” التي تابعت أكثر من 19 ألف طفل منذ الولادة وحتى سن 17 عامًا. وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين أظهروا مستويات عالية من السلوك الإيجابي في الطفولة في سن 5 و7 و11 عامًا كانوا أكثر التزامًا بتناول الفواكه والخضراوات بانتظام، حتى بعد الأخذ في الاعتبار العوامل الاقتصادية والاجتماعية وعادات الأسرة.
الإيجابيات كركيزة لصحة مستدامة
أوضحت الباحثة فرح قريشي أن التركيز يجب أن يتحول من البحث عن أخطاء الشباب إلى تعزيز نقاط قوتهم، مثل التعاطف، لما لها من فوائد طويلة المدى. وأشارت جوليا بوم إلى أن هذه السلوكيات لا تحسن فقط خيارات الطعام، بل تدعم المزاج الإيجابي، والإحساس بالهدف، وتخفف من التوتر.
كما أكدت الباحثة المشاركة لورا كوبزانسكي أن تعزيز التعاون والسلوك الطيب بين الأطفال يمثل أداة فعّالة للصحة العامة، ووصفت السلوك الإيجابي في الطفولة بأنه “أصل صحي” يمكن أن يرفع جودة الحياة على المدى الطويل.
وتوضح الدراسة أن فوائد التطوع ومساعدة الآخرين تشمل جميع الأعمار، وليست مقتصرة على كبار السن. ورغم احتمال وجود عوامل أخرى مثل أساليب التربية، إلا أن النتائج تتفق مع أبحاث سابقة.
ويختتم الباحثون بأن التعاطف ليس فقط قيمة إنسانية، بل هو مفتاح لصحة مستدامة، داعين إلى تبني سياسات مدرسية ومجتمعية تدعم السلوك الإيجابي في الطفولة منذ السنوات الأولى.
اقرأ أيضًا: المجلس الصحي السعودي يؤكد أهمية توفير بيئة داعمة للأطفال