الدول العربية

القاهرة – معبر رفح: زيارة مشتركة لوزير الخارجية المصري ورئيس الوزراء الفلسطيني

معبر رفح

بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، زار الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، معبر رفح البري يوم الاثنين 18 أغسطس/آب 2025، برفقة الدكتور محمد مصطفى رئيس الوزراء الفلسطيني، وبحضور الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي.

معبر رفح
محافظ شمال سيناء خالد مجاور (يسار) يستقبل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ورئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى لدى وصولهما مطار العريش، قبل التوجه إلى معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، وذلك بحضور وزيرة التضامن الاجتماعي مايا مرسي (رويترز).

جاءت الزيارة، وهي الأولى لرئيس الوزراء الفلسطيني إلى المعبر، للاطلاع على الجهود الميدانية التي تبذلها مصر لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، وسط حضور واسع لوسائل الإعلام العربية والدولية.

معبر رفح

رسائل مصر من المعبر

أكد وزير الخارجية المصري خلال مؤتمر صحفي من أمام المعبر أن مصر لم تتوقف منذ بداية العدوان الإسرائيلي عن التحرك على جميع المسارات لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين وضمان تدفق المساعدات، مع استقبال المصابين الفلسطينيين وعلاجهم في المستشفيات المصرية رغم التحديات الميدانية واللوجستية.

وشدد على أن معبر رفح لم يُغلق منذ اندلاع الأزمة، غير أنه يواجه ظروفًا استثنائية ناجمة عن احتلال إسرائيل للجانب الفلسطيني من المعبر وتدميره، ما يعرقل حركة الشاحنات.

معبر رفح

وقال عبد العاطي إن مصر قادرة على إغراق غزة بالمساعدات الغذائية والطبية إذا أزالت إسرائيل العقبات المفروضة على المعابر، مشيرًا إلى مسؤولية قانونية واضحة على عاتق إسرائيل لفتح جميع المعابر المرتبطة بالقطاع وإدخال الشحنات المتكدسة.

موقف القاهرة من القضية الفلسطينية

في رسائل سياسية مباشرة، جدد الوزير رفض القاهرة القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو إبقاء الاحتلال في غزة أو ضم الضفة الغربية، واصفًا أطروحات «إسرائيل الكبرى» بالأوهام.

كما أكد دعم مصر الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مع استمرار استضافة القاهرة للمباحثات الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار بمشاركة وفود فلسطينية وقطرية.

معبر رفح

تصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني من أمام معبر رفح

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني أن حكومته ستُعلن قريبًا تشكيل لجنة مؤقتة لإدارة شؤون قطاع غزة بمرجعية الحكومة الفلسطينية، موضحًا أنها ليست كيانًا سياسيًا جديدًا بل خطوة لإعادة تفعيل مؤسسات دولة فلسطين وحكومتها في القطاع وفق النظام الأساسي وقرارات القمم العربية والهيئات الدولية.

وشدد مصطفى على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأن غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، معتبرًا إدارة القطاع مسؤولية وطنية لإفشال مخططات التهجير وليست مكسبًا سلطويًا.

معبر رفح

دعوة لتحرك دولي فاعل

دعا مصطفى إلى تحرك دولي أكثر فاعلية للضغط على إسرائيل من أجل إدخال المساعدات فورًا، قائلًا إن معبر رفح يجب أن يكون بوابة للحياة لا أداة للحصار.

ولفت إلى أن الحكومة الفلسطينية جاهزة لتحمل مسؤولياتها في تقديم الخدمات الأساسية لسكان غزة في مجالات التعليم والصحة والمياه والكهرباء، بمشاركة عشرات الآلاف من الموظفين، مع استمرار التنسيق مع مصر للتحضير لعقد مؤتمر لإعادة إعمار غزة في القاهرة في أقرب وقت.

نداء إنساني من وزيرة التضامن الاجتماعي

بالتزامن مع الزيارة، أطلقت الدكتورة مايا مرسي نداءً إنسانيًا من أمام معبر رفح لإدخال جميع المساعدات العالقة والمخزنة لدى الهلال الأحمر المصري منذ أيام، تزامنًا مع اليوم العالمي للعمل الإنساني.

معبر رفح
عبد العاطي ومصطفى يزوران مركز الإمداد الغذائي “المطبخ الإنساني” بالشيخ زويد

وأكدت أن مصر لم تتوقف منذ السابع من أكتوبر 2023، وعلى مدار نحو 670 يومًا متصلًا، عن أداء واجبها القومي والإنساني تجاه القطاع، مشيرة إلى أن أكثر من 70% من إجمالي المساعدات التي وصلت إلى غزة وفّرتها مصر أو عبرت من أراضيها.

منظومة إغاثة مصرية متكاملة

واستعرضت وزيرة التضامن بنية الإغاثة المصرية التي يقودها الهلال الأحمر المصري بوصفه الآلية الوطنية لتنسيق المساعدات، بما في ذلك مراكز لوجستية ومخازن جمركية مؤقتة في العريش، ونظام إلكتروني لتسجيل الشحنات وتتبعها، واستخدام مطار العريش كمركز استقبال دولي للمعونات القادمة من أوروبا والولايات المتحدة والدول العربية قبل نقلها برًا إلى معبر رفح.

معبر رفح
مطار العريش

وكشفت عن تسهيل دخول 550 ألف طن من المساعدات إلى غزة منذ بدء الأزمة، 75% منها مواد غذائية و25% أدوية ومستلزمات طبية وإغاثية، إضافة إلى تنفيذ 32 ألف عملية إسقاط جوي للسلال الغذائية داخل القطاع.

معبر رفح

أوضحت مرسي أن المنظومة المصرية شملت استقبال ناقلات بترول عراقية بما يعادل 10 ملايين لتر، وإدخال 209 سيارات إسعاف، وتجهيز أربعة مستشفيات ميدانية بالتعاون مع الهلالين الكويتي والفلسطيني. كما جرى تشغيل مركز الإمداد الغذائي والمطبخ الإنساني الذي قدم أكثر من مليوني وجبة مطهية، وأكثر من مليون وجبة ساخنة، و750 ألف وجبة جافة.

معبر رفح
مخيمات الإيواء بخان يونس

وأُنشئت مخيمات إيواء في خان يونس استفاد منها أكثر من عشرة آلاف مواطن، فيما انطلقت منذ يوليو 2025 قوافل «زاد العِزّة» التي بلغت 16 قافلة حتى 17 أغسطس 2025، وحملت نحو 17 ألف طن من المساعدات، بينها 752 ألف سلة غذائية، إلى جانب إنتاج 30 ألف رغيف خبز يوميًا من المخبز الآلي الإنساني بالشيخ زويد وتوريد 4400 طن من الدقيق.

معبر رفح
أحد قوافل زاد العزة

دعم مصري متواصل رغم التحديات

وبحسب وزارة التضامن، استقبلت مصر آلاف الجرحى والمرضى الفلسطينيين للعلاج داخل مستشفياتها برفقة أكثر من 6300 مرافق، فيما يساند أكثر من 35 ألف متطوع تشغيل المنظومة الإغاثية ليلًا ونهارًا لضمان وصول الإمدادات إلى مستحقيها داخل القطاع.

معبر رفح
صورة أرشيفية من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمستشفيات العريش، وهم يستمعون لطفل فلسطيني يحكي معاناته.

وختمت الوزيرة بأن وقف إطلاق النار سيتيح مضاعفة حجم وسرعة تدفق المساعدات لتصل إلى أهل غزة بسهولة ويسر، مؤكدة أن الاحتفاء الحقيقي باليوم العالمي للعمل الإنساني يكون بتخفيف المعاناة على الأرض وإدخال جميع الشحنات العالقة دون إبطاء.

السابق
جوجل تطلق أدوات جديدة لتحسين تسويق تطبيقات IOS: اكتشفها
التالي
تحذير من الإفراط في تناول الشاي المحلى بالسكر ومخاطره الصحية

اترك تعليقاً