صحة وطب

قصة بالوما شيريماني: تأثير نظريات المؤامرة وأهمية العلاج الكيميائي

العلاج الكيميائي

في يوليو 2024، توفيت بالوما شيريماني، فتاة بريطانية تبلغ من العمر 23 عامًا، بعد أن رفضت العلاج الكيميائي لإصابتها بـ سرطان الغدد اللمفاوية اللاهودجكيني. 

تكشف قصتها المؤلمة الأبعاد الخطيرة التي يمكن أن تؤدي إليها المعلومات المضللة ونظريات المؤامرة، وتسلط الضوء على أهمية التوعية بالعلاج الطبي الصحيح، خصوصًا في أمراض خطيرة كالسرطان.

تشخيص المرض وفرصة العلاج

تم تشخيص بالوما في أواخر 2023، وكان الأطباء قد أكدوا أن العلاج الكيميائي يمنحها فرصة نجاح تتجاوز 80% للشفاء. 

قدمت فرق طبية في مستشفى رويال ساسكس كونتي خيارات علاجية موثوقة، مشيرة إلى أهمية بدء العلاج على وجه السرعة لإنقاذ حياتها.

تأثير نظريات المؤامرة ورفض العلاج الكيميائي

أثرت والدتها، كيت شيريماني، وهي ممرضة سابقة تم إيقاف رخصتها بسبب نشرها معلومات مضللة ونظريات مؤامرة حول كوفيد-19 والطب، على قرار بالوما برفض العلاج. 

وصفت كيت العلاج الكيميائي بأنه “عملية سامة” و”تشبه ضخ غاز الخردل في الجسم”، وشاركت هذه الآراء عبر وسائل التواصل الاجتماعي مما كان له تأثير كبير على بالوما.

شقيقاها جابرييل وسيباستيان حملا الأم مسؤولية وفاة شقيقتهما، مؤكدين أن مخاوف والدتهما وردود أفعالها تجاه العلاج الطبي أثرت بشكل مباشر على قرار بالوما، دفعها إلى اعتماد علاجات بديلة غير مثبته علميًا مثل نظام غذائي خاص، عصائر طبيعية، وحقن القهوة اليومية.

العلاجات البديلة وعواقبها

الرغم من تعيين الأطباء خطة علاج كيميائي فعالة، اختارت بالوما الاعتماد على علاجات بديلة، من بينها الجيرسون ثيرابي (Gerson therapy) التي تعتمد على نظام نباتي صارم وعصائر وقهوة حقن، وهي علاجات غير مثبتة علميًا وقد تسبب مضاعفات صحية. 

استمرت الأورام بالنمو داخل صدرها، مما أدى إلى انسداد في ممرات التنفس وتأثيرات على الأوعية الدموية، وأدى في النهاية إلى أزمة قلبية أدت لوفاتها.

التداخل مع الرعاية الطبية في اللحظات الأخيرة

عند انهيار بالوما في يوليو 2024، خلال محاولات إنقاذها، أفاد المسعفون أن والدتها كانت تتدخل وتعيق تقديم الرعاية الطبية، مما زاد من صعوبة التدخل الطارئ. وبعد خمسة أيام من الدخول إلى المستشفى، توفيت بالوما نتيجة مضاعفات الورم غير المعالج.

تحقيقات رسمية ورأي الأطباء

التحقيقات القضائية التي أجريت في محكمة كينت وأكدت أن وفاة بالوما سببها الورم السرطاني الكبير غير المعالج. 

أشار الأطباء إلى أن العلاج الكيميائي كان سيعطيها فرصة جيدة للشفاء، فيما نفت والدتها مسؤوليتها عن قرار ابنتها. 

كانت شهادة الأطباء بالغة الأهمية في توضيح أهمية العلاج والضرر الناتج عن رفضه بسبب المعتقدات غير المبنية على أدلة طبية.

الدروس المستفادة وأهمية التوعية الصحية

قصة بالوما شيريماني تبرز بشكل مؤلم كيف يمكن لنظريات المؤامرة والمعلومات الخاطئة أن تؤدي إلى قرارات صحية قاتلة. 

تبرز أهمية التوعية المستمرة للأفراد والمجتمعات حول أهمية العلاج الكيميائي كخيار طبي موثوق لعلاج السرطان، وضرورة الاعتماد على الحقائق العلمية بدلًا من المعلومات المضللة.

من المهم أيضًا دعم المرضى نفسيًا واجتماعيًا، خاصة في مواجهة ضغوط العائلة والمحيط التي قد تؤثر على قراراتهم، وتعزيز ثقة المرضى بالرعاية الطبية وتشجيعهم على اتخاذ قرارات مستنيرة بالتعاون مع الكوادر الطبية المتخصصة.ال

السابق
لقاء بوتين وترامب في ألاسكا: قمة تاريخية ومساعي لإنهاء الصراع الأوكراني
التالي
اكتشف أعلى قمم جبال في الوطن العربي: سحر الطبيعة في كل قمة!

اترك تعليقاً