مع زيادة الكوارث المناخية والطبيعية يومًا بعد يوم، تتحول قواعد بيانات الكوارث لأداة مهمة لا غنى عنها في أيدي صانعي القرار، الباحثين، وشركات التأمين، فهي ليست مجرد أرقام جامدة، بل سجل حي يظهر كيف يعيد تغير المناخ تشكيل حياتنا واقتصاداتنا عامًا بعد عام.
أهمية قواعد بيانات الكوارث المناخية
تعتمد الحكومات والمنظمات الدولية بشكل أساسي على بيانات الكوارث المناخية، لتملك القدرة على فهم وتحليل الخسائر البشرية والمادية الناتجة عن الكوارث الطبيعية والظواهر مثل: الفيضانات، العواصف، موجات الحر، والجفاف.
على سبيل المثال، تعتبر قاعدة بيانات NOAA، المعروفة بقاعدة الكوارث ذات التكلفة المليارية، مرجعًا عالميًا منذ العام 1980، حيث وثقت مئات الأحداث التي تجاوزت خسائرها الميار دولار، وقدرت إجمالي الخسائر بما يتجاوز 2.9 تريليون دولار.
وتتمثل أهمية هذه البيانات في تقييم الأثر الاقتصادي للكوارث، وضع سياسيات التكيف مع تغير المناخ، وتحديد المناطق الأكر هشاشة أمام الأخطار المناخية، خاصة في العالم العربي، حيث تتزايد تحديات إدارة مخاطر الكوارث.
كن على إطلاع دائم وتعرف على مواصفات بلايستيشن 6 قبل موعد نزوله!
تداعيات توقف قاعدة بيانات NOAA
مؤخرًا، أعلنت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) عن إيقاف تحديث قاعدة بياناتها نتيجة ضغوط الميزانية ونقص الكوادر البشرية، مما يشكل خطرًا على قدرة الدول والمجتمعات على تحليل بيانات الكوارث، فبدون بيانات محدثة يكون صعب:
- تقدير خسائر الكوارث الطبيعية بدقة.
- التخطيط لاستراتيجيات فعالة لإعادة الإعمار.
- دعم طلبات تمويل مواجهة تغير المناخ من المؤسسات الدولية.
- تطوير نمذجة المخاطر المناخية لتحسين الاستعداد المستقبلي.

التحديات في تقييم الأثر الاقتصادي للكوارث
في العالم العربي، تواجه عملية تقييم الأثر الاقتصادي للكوارث تحديات مضاعفة، أبرزها:
- غياب قواعد بيانات وطنية دقيقة ومحدثة.
- نقص التعاون بين الوزارات والمؤسسات في جمع وتحليل البيانات.
- ضعف الوصول إلى المعلومات الاجتماعية والاقتصادية.
- محدودية القدرات التقنية والبشرية في مجال إدارة الأزمات المناخية.
أهمية الاستثمار في حفظ وتحديث البيانات
تلعب بيانات الكوارث المناخية دورًا محوريًا في دعم مفاوضات تمويل مواجهة تغير المناخ، خصوصًا للدول النامية التي تتحمل العبء الأكبر رغم مساهمتها المحدودة في الانبعاثات العالمية، كما تساهم دقة البيانات في تطوير توقعات أكثر واقعية للمستقبل، وتدعم خطط التكيف مع تغير المناخ.
في المنطقة العربية، تبرز مبادرات مثل “ريكار” كأمثلة على الجهود الناشئة لبناء قواعد بيانات وطنية. لكنها تحتاج إلى تمويل مستدام، وتعاون أكبر بين الأطراف المحلية والدولية، لضمان تحديث هذه البيانات وجعلها متاحة للباحثين وصانعي القرار.
انطلق مع تطور أجهزة مايكروسوفت سيرفس برو 2025 واستفد من المميزات الجديدة لها!
توصيات لتعزيز إدارة مخاطر الكوارث المناخية
- إنشاء وتحديث قواعد بيانات الخسائر الوطنية المرتبطة بالكوارث.
- تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتبادل الخبرات والبيانات.
- تطوير أدوات تحليل بيانات الكوارث باستخدام أحدث تقنيات التحليل والنمذجة.
- الاستثمار في تدريب الكوادر الوطنية على جمع وتحليل البيانات.
- تأمين التمويل طويل الأمد لمشاريع حفظ وتحديث قواعد البيانات.
في النهاية، إن امتلاك بيانات دقيقة لا يعني فقط معرفة حجم الخسائر الماضية، بل هو المفتاح لصناعة مستقبل أكثر أمانًا وكفاءة في التعامل مع تحديات التغير المناخي وإدارة مخاطر الكوارث في منطقتنا العربية.