في السنوات الأخيرة، اجتاحت دمية لابوبو الأسواق العالمية وأصبحت حديث الجميع، من عشاق الفن إلى المؤثرين والمشاهير.
لم تعد مجرد لعبة للأطفال، بل تحوّلت إلى رمز للموضة والثقافة الشعبية، وقطعة فنية نادرة يتهافت عليها الجميع. فما سر هذه الدمية؟ وما الذي جعلها تتصدر قوائم المبيعات وتثير كل هذا الجدل؟
أصل دمية لابوبو وقصتها
من هو مبتكر لابوبو؟
ابتكر الفنان الصيني كاسينغ لونغ شخصية لابوبو عام 2015 ضمن سلسلة قصصية مصورة بعنوان “The Monsters”، مستوحاة من الأساطير الإسكندنافية.
صُممت لابوبو لتكون مخلوقًا غريب الشكل، بأذنين طويلتين وعينين كبيرتين وابتسامة مليئة بأسنان بارزة، مما منحها طابعًا فنيًا يمزج بين الطفولة والفانتازيا.
بداية الانتشار
في عام 2019، دخل لونغ في شراكة مع شركة بوب مارت الصينية، حيث طُرحت الدمى بأسلوب الصناديق المغلقة أو العشوائية.
أي أن المشتري لا يعرف أي تصميم سيحصل عليه حتى يفتح العلبة، ما أضاف عنصر المفاجأة والإدمان.
شهدت لابوبو انطلاقة عالمية حقيقية في أبريل 2024، حين نشرت نجمة الكيبوب ليسا من فرقة بلاكبينك صورة لها مع الدمية، لتتحول بعدها إلى ترند عالمي اجتاح آسيا ثم العالم.
الشكل والخصائص المميزة
- تصميم غريب وجذاب: تتميز لابوبو بملامحها غير التقليدية: عيون واسعة، أذنان طويلتان، أسنان بارزة وابتسامة ماكرة، بالإضافة إلى غطاء خارجي من الفرو يمنحها لمسة طفولية وفنية في آن واحد.
- تنوع الإصدارات: تصدر الدمية بألوان وأحجام وأزياء مختلفة، وتُطلق في مجموعات محدودة، ما يجعل بعض النسخ نادرة ومرغوبة جدًا لدى الهواة والمستثمرين.
- عنصر المفاجأة: تُباع غالبية الدمى داخل صناديق مغلقة، ما يرفع من حماس الاقتناء ويخلق هوسًا بجمع كل الإصدارات.
أسباب شهرة دمية لابوبو وانتشارها
- دعم المشاهير والمؤثرين: ظهرت الدمية في أيدي نجمات عالميات مثل ريهانا، دوا ليبا، كيم كارداشيان، وليسا، وأصبحت جزءًا من إطلالاتهن وحقائبهن، ما دفع الملايين للبحث عنها واقتنائها.
- التسويق الذكي: اعتمدت شركة بوب مارت على التسويق الفيروسي، حيث انتشرت فيديوهات فتح الصناديق على تيك توك وإنستغرام، وحصدت ملايين المشاهدات، مما عزز من شهرة الدمية عالميًا.
- عنصر الندرة والاستثمار: بعض الإصدارات النادرة من لابوبو بيعت في مزادات عالمية بأسعار خيالية تجاوزت 170 ألف دولار، ما جعلها ليست فقط لعبة، بل استثمارًا حقيقيًا لهواة التحف.
- تعدد الاستخدامات: لم تعد لابوبو مجرد لعبة، بل تُستخدم كإكسسوار على حقائب اليد، كميدالية مفاتيح، أو حتى كديكور في المنازل والسيارات.
لابوبو في الثقافة الشعبية
من لعبة إلى رمز ثقافي
تحوّلت لابوبو إلى رمز ثقافي يعكس روح العصر، حيث تجمع بين البراءة والغرابة، وتخاطب الكبار والصغار على حد سواء. أصبحت جزءًا من الموضة، وظهرت في عروض أزياء عالمية، وتنافس الهواة على اقتناء نسخها النادرة.
في العالم العربي
بدأت لابوبو تغزو المحتوى العربي على منصات التواصل، وتستخدم كديكور أو هدية فريدة للفتيات والمراهقين، مع تزايد البحث عن إصداراتها النادرة في المتاجر المحلية وعبر الإنترنت.
الجدل حول لابوبو
انتقادات نفسية واجتماعية
أثار شكل الدمية الغريب، وملامحها التي توصف أحيانًا بـ”المخيفة” أو “القبيحة”، جدلًا حول تأثيرها على الأطفال، حيث حذر بعض الخبراء من إمكانية تسببها في مشاعر سلبية أو فوبيا الدمى لدى البعض.
كما انتشرت شائعات عن ارتباطها بـ طاقة شيطانية أو رموز غامضة، لكن الشركة المنتجة نفت ذلك وأكدت أن مصدر الإلهام هو الفولكلور الإسكندنافي فقط.
أسعار لابوبو وأغلى النسخ |
||
---|---|---|
الإصدار |
السعر التقريبي |
ملاحظات |
النسخ العادية | 15 – 80 دولارًا | متوفرة للجميع |
النسخ المحدودة | حتى 300 دولار | تصدر بأعداد قليلة |
نسخة بالحجم البشري | 170 ألف دولار | بيعت في مزاد دولي |
نسخة نادرة (أولى) | 150 ألف دولار | لون نعناعي، 131 سم |
لابوبو: هدية أم استثمار؟
- هدية فريدة: تعتبر لابوبو هدية غير تقليدية تناسب الفتيات والمراهقين ومحبي الفن العصري والكيبوب، وتضفي لمسة من المرح والأناقة على أي مكان.
- استثمار طويل الأمد: مع ارتفاع أسعار الإصدارات النادرة، أصبحت الدمية خيارًا استثماريًا لهواة الجمع، خاصة مع توقع استمرار الطلب العالمي عليها.
دمية لابوبو ليست مجرد موضة عابرة أو لعبة للأطفال، بل هي ظاهرة ثقافية واقتصادية وفنية اجتاحت العالم، تجمع بين التصميم الغريب، وقوة التسويق، ودعم المشاهير، لتصبح رمزًا لعصر جديد من الألعاب والهوايات.
سواء كنت من عشاق الموضة أو باحثًا عن استثمار فني، أو حتى ترغب في هدية مميزة، فإن لابوبو ستظل قطعة تجمع بين الدهشة والبهجة، وتروي قصة نجاح استثنائية في عالم الألعاب.