في عالم العناية بالبشرة والجمال، تنتشر مئات المستحضرات والتقنيات التي تُعطي نتائج سحرية. ولكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن بعض الوسائل البسيطة والطبيعية تكون أكثر فعالية وأقل تكلفة. أحد هذه الوسائل هو وضع الوجه في ماء مثلج، وهي تقنية قديمة تستخدمها العارضات والمشاهير للحفاظ على نضارة البشرة وشبابها. في هذا المقال، سنتناول بشكل مفصل فوائد هذه التقنية، وكيفية تطبيقها، وأهم النصائح والاحتياطات التي يجب معرفتها.
ما هو وضع الوجه في ماء مثلج؟
وضع الوجه في ماء مثلج هو ببساطة غمر الوجه في وعاء يحتوي على ماء بارد جدًا، غالبًا ما يضاف إليه مكعبات من الثلج، لفترة قصيرة تتراوح بين 10 إلى 30 ثانية. يمكن تكرار الغمر أكثر من مرة خلال الجلسة حسب الحاجة وقدرة الشخص على تحمل البرودة.
الفوائد الصحية والتجميلية لوضع الوجه في ماء مثلج
تقليل الانتفاخات والتورمات
البرودة تعمل على انقباض الأوعية الدموية في الوجه، مما يقلل من تدفق الدم بشكل مؤقت، ويؤدي إلى تقليل الانتفاخ، خاصة تحت العينين. لذلك، يُعد هذا الإجراء مثاليًا في الصباح لتقليل مظهر التعب أو الانتفاخ الناتج عن قلة النوم أو البكاء.
شد البشرة وتقليص المسام
الماء المثلج يعمل على شد الجلد مؤقتًا، مما يمنح البشرة مظهرًا أكثر تماسكًا. كما أنه يساعد على تقليص حجم المسام، وهو ما يقلل من احتمالية دخول الشوائب أو تراكم الزيوت التي تسبب البثور.
تنشيط الدورة الدموية
عند تعريض الجلد لدرجات حرارة منخفضة، يقوم الجسم تلقائيًا بتحفيز الدورة الدموية لمحاولة تدفئة المنطقة. هذا التدفق المعزز للدم يُزوّد خلايا البشرة بالأكسجين والعناصر الغذائية، ما يعزز من إشراقتها وحيويتها.
تهدئة التهيجات الجلدية
من أبرز فوائد الماء البارد أنه يساعد في تهدئة الاحمرار الناتج عن التهيجات الجلدية، كحروق الشمس أو الالتهابات البسيطة أو حتى الحبوب الملتهبة. لذلك يُستخدم كوسيلة طبيعية ومهدئة للبشرة الحساسة.
منع ترهل البشرة وتأخير ظهور التجاعيد
استخدام الماء المثلج بانتظام يعزز مرونة الجلد، مما يبطئ من عملية الترهل وظهور التجاعيد المبكرة. لا يُعد هذا بديلًا عن الكريمات المضادة للشيخوخة، لكنه مكمل فعّال للعناية اليومية بالبشرة.
إنعاش البشرة ومنحها مظهرًا متوهجًا
في الأيام الحارة أو بعد يوم شاق، يمكن لوضع الوجه في الماء البارد أن ينعش البشرة بشكل فوري، ويزيل عنها مظهر التعب. كما يمنحها مظهرًا متوهجًا بفضل تحفيز الدورة الدموية.
تقليل الإفرازات الدهنية
البشرة الدهنية تعاني غالبًا من اللمعان الزائد والمسام الواسعة، مما يجعلها أكثر عرضة للحبوب. غمر الوجه بالماء المثلج يقلل من إفراز الزيوت ويجعل البشرة أكثر توازنًا من حيث الرطوبة.
تثبيت المكياج لفترة أطول
قبل وضع المكياج، يمكن غسل الوجه بالماء البارد أو غمره في ماء مثلج لعدة ثوانٍ. هذا يُساعد في شد المسام وتثبيت طبقات المكياج، كما يمنع إفراز الزيوت التي قد تؤدي إلى ذوبانه سريعًا.
كيف تطبق هذه التقنية بطريقة صحيحة؟
لتنفيذ هذه الطريقة بشكل آمن وفعّال، يُنصح باتباع الخطوات التالية:
- نظّف وجهك جيدًا من أي مكياج أو شوائب.
- املأ وعاءً عميقًا بماء بارد جدًا، وأضف إليه مكعبات الثلج (يفضل بين 5–10 مكعبات).
- اغمر وجهك في الماء لمدة 10–30 ثانية، ثم ارفعه لترتاح لعدة ثوان.
- كرر العملية من 2 إلى 3 مرات حسب قدرتك على التحمل.
- جفف وجهك بلطف بمنشفة ناعمة ونظيفة.
- ضع مرطبًا خفيفًا مناسبًا لنوع بشرتك بعد الانتهاء.
نصائح واحتياطات مهمة
- لا تطل فترة الغمر في الماء البارد لتجنب تهيج البشرة أو إصابتها بالبرودة الزائدة.
- لا يُنصح بهذه التقنية للأشخاص الذين يعانون من حساسية شديدة للبرودة أو أمراض جلدية مزمنة.
- من الأفضل تجربة الماء البارد أولًا على اليد أو الذقن للتأكد من عدم حدوث رد فعل سلبي.
- لا تستخدم الثلج مباشرة على الجلد لفترة طويلة لأنه قد يسبب حروقًا بسيطة تُعرف بـ “حروق الثلج”.
تجارب المستخدمين حول العالم
الكثير من النساء والرجال في أنحاء العالم استخدموا هذه الطريقة وأشادوا بفعاليتها. من بين أشهر من يعتمدها باستمرار:
- عارضات الأزياء: مثل نعومي كامبل، حيث قالت في مقابلة إن الماء البارد هو سر نضارة وجهها.
- الممثلين: العديد من الممثلين يلجؤون لهذا الأسلوب قبل التصوير للتخلص من علامات التعب.
- مدونات الجمال: عبر يوتيوب وإنستغرام، أصبحت هذه الطريقة ترند بين المهتمات بالجمال الطبيعي.
الفرق بين الماء البارد العادي والماء المثلج
رغم أن غسل الوجه بالماء البارد العادي له بعض الفوائد، إلا أن الماء المثلج يعطي نتائج أكثر وضوحًا وسرعة. فدرجة الحرارة المنخفضة جدًا تؤدي إلى:
- تقليص الأوعية الدموية بشكل أكبر.
- تحفيز أعظم للدورة الدموية بعد الغمر.
- نتائج أطول من حيث شد البشرة وتقليص المسام.
هل يمكن استخدام بدائل أخرى؟
نعم، يمكن استخدام:
- مكعبات الثلج المغلفة بقطعة قماش، وتمريرها على الوجه.
- ماء الورد المثلج لغمر الوجه بدلًا من الماء العادي لإضفاء فوائد ترطيب وعطر لطيف.
- أقنعة التبريد الجاهزة التي توضع في الثلاجة وتستخدم على الوجه.
وفي الختام يمكن القول أن، وضع الوجه في ماء مثلج هو من أكثر أسرار الجمال الطبيعي فعالية وبساطة. فهو لا يتطلب أدوات معقدة ولا ميزانية كبيرة، ومع ذلك يمكن أن يحقق نتائج مذهلة عند المداومة عليه. إذا كنت تبحث عن وسيلة طبيعية، غير مكلفة، وسريعة لتحسين مظهر بشرتك، فلا تتردد في تجربة هذه التقنية الرائعة.
اقرأ أيضًا: أيهما أفضل القهوة الباردة أم الساخنة؟