تشهد سماء مكة المكرمة يوم غدٍ الثلاثاء، التعامد الثاني والأخير للشمس على الكعبة المشرفة لهذا العام 2025، وهي ظاهرة فلكية تتكرر مرتين سنويًا، وتُعرف باسم “التسامت الشمسي”، وتُعد من أبرز الظواهر التي تعكس دقة النظام الكوني وانتظام حركة الأجرام السماوية.
وأوضح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن هذا التعامد يحدث أثناء الحركة الظاهرية للشمس عندما تعود من مدار السرطان باتجاه خط الاستواء، لتتوسط الشمس خط الزوال فوق مكة المكرمة عند الساعة 12:27 ظهرًا بتوقيت مكة المكرمة (9:27 صباحًا بتوقيت غرينتش)، وتكون بزاوية ارتفاع تقارب 89.5 درجة فوق الكعبة.
ويؤدي هذا التعامد إلى اختفاء ظل الكعبة تمامًا، وكذلك اختفاء ظلال الأجسام العمودية المحيطة بها، في مشهد نادر يتزامن مع أذان الظهر، ما يمنح المتابعين فرصة لرؤية واحدة من أجمل الظواهر البصرية والفلكية على الإطلاق.
وأضاف أن هذه الظاهرة تتكرر مرتين سنويًا في نهاية مايو ومنتصف يوليو، تزامنًا مع مرور الشمس فوق خط عرض مكة (21.4° شمالًا)، بسبب ميل محور الأرض البالغ 23.5 درجة. وتكمن أهمية هذه الظاهرة في إمكانية استخدامها لتحديد اتجاه القبلة بدقة متناهية من أي مكان في العالم، دون الحاجة إلى أدوات تقنية حديثة.
كما تُمثل هذه الظاهرة فرصة فريدة لدراسة تأثير الانكسار الجوي وفهم تغيّرات موقع الشمس الظاهري في السماء، خاصة عند اقترابها من “السمت” – وهي النقطة الرأسية فوق الرأس مباشرة.
يُعد تعامد الشمس على الكعبة المشرفة ظاهرة فلكية مبهرة، لا تبرز فقط جمال النظام الكوني، بل تتيح أيضًا تحديد القبلة بدقة فريدة من نوعها في مختلف أنحاء العالم.
اقرأ أيضًا: مخاطر ضربة الشمس أثناء فريضة الحج: 3 نصائح لتحمي نفسك