أطلق علماء تحذيرًا من أن كوكب الأرض سجّل مؤخرًا أحد أقصر الأيام في تاريخه، نتيجة تسارع غير مسبوق في سرعة دورانه. وقد انخفض طول اليوم بمقدار 1.25 مللي ثانية عن المعتاد، في ظاهرة تثير اهتمام المجتمع العلمي حول العالم.
ويُرجع الباحثون هذا التسارع إلى تغيّرات في قوى الجذب بين الأرض والقمر، إلى جانب عوامل داخلية تتعلق بحركة نواة الأرض.
مخاطر بيئية وصحية محتملة
ورغم أن هذا التغير في طول اليوم لا يُمكن إدراكه بشريًا، إلا أن تأثيراته المحتملة تثير القلق. فزيادة سرعة الدوران تعزز من قوة الطرد المركزي، ما يؤدي إلى دفع مياه المحيطات من القطبين باتجاه خط الاستواء. وقد يترتب على ذلك ارتفاع منسوب المياه بعدة بوصات في المناطق الساحلية المنخفضة، مما يهدد بإغراق مدن كاملة.
ويتوقع الخبراء أنه إذا استمر هذا التسارع، فقد يتقلص اليوم ليصل إلى 22 ساعة فقط، وهو ما قد يتسبب باضطرابات في الساعة البيولوجية للبشر. وتشير دراسات سابقة إلى أن تغير التوقيت، مثل الانتقال للتوقيت الصيفي، يرتبط بزيادة في حالات السكتة القلبية والحوادث.
وفي نفس السياق، حذر علماء فلك من وكالة “ناسا” من أن الطقس قد يشهد المزيد من التطرف نتيجة تزايد تأثير قوة كوريوليس، الأمر الذي قد يؤدي إلى أعاصير أكثر شدة وسرعة.
ويواصل العلماء مراقبة هذه التغيرات الدقيقة باستخدام ساعات ذرية عالية الدقة. ويؤكد الفيزيائي الفلكي غراهام جونز من جامعة لندن أن السبب الدقيق لهذا التسارع لا يزال غير واضح، إلا أن الفرضيات الحالية تشير إلى علاقة محتملة بالزلازل، وذوبان الجليد، وحركة النواة الداخلية للأرض.
اقرأ أيضًا: الفلكي السفياني يرد على تساؤلات حول حقيقة الهبوط على القمر