الاقتصاد

سوق القهوة في السعودية: نمو مذهل وفرص استثمارية كبيرة

سوق القهوة في السعودية

يشهد سوق القهوة في السعودية نموًا متسارعًا ومستمرًا، مدفوعًا بالتحولات المجتمعية، تطور ثقافة المقاهي، وتبني استراتيجيات طموحة لتعزيز الإنتاج المحلي. 

وفقًا لتقرير Renub Research، بلغت قيمة السوق نحو 1.38 مليار دولار أمريكي في 2024، ومن المتوقع أن تصل إلى 2.27 مليار دولار بحلول 2033، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 5.67%. 

أما تقارير أخرى مثل StrategyHelix فتتوقع نمو السوق من 1.58 مليار دولار في 2023 إلى 2.51 مليار دولار بحلول 2029، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 8%.

ثقافة المقاهي وانتشار القهوة المختصة

تزدهر ثقافة المقاهي في السعودية، خاصة في المدن الكبرى مثل الرياض وجدة، حيث أصبحت المقاهي وجهة اجتماعية رئيسية للشباب والعائلات. 

تشير التقارير إلى أن عدد المقاهي في المملكة تجاوز 3,500 مقهى، مع وجود أسماء عالمية مثل ستاربكس وكوستا كوفي وتيم هورتونز إلى جانب العلامات المحلية مثل بارنز، التي تمتلك أكثر من 500 فرع وتعد ثاني أكبر سلسلة مقاهي بعد دونكن دونتس.

ويبرز اتجاه القهوة المختصة (Specialty Coffee) بشكل واضح، حيث يزداد الطلب على حبوب القهوة عالية الجودة، المشروبات الأحادية الأصل (single-origin)، والطرق الحديثة في التخمير مثل الكولد بريو. هذا التوجه مدعوم بتزايد وعي المستهلكين بالجودة والاستدامة، وباتت المقاهي المتخصصة تقدم تجارب فريدة تجذب شريحة واسعة من الزبائن.

سوق القهوة في السعودية

القهوة الجاهزة للشرب والجاهزة للاستهلاك

يشهد قطاع القهوة الجاهزة للشرب (RTD) نموًا ملحوظًا، مدفوعًا بسرعة الحياة اليومية وزيادة الطلب على الخيارات الصحية. وفقًا لتقرير Mordor Intelligence، تهيمن السعودية على سوق القهوة الجاهزة للشرب في الشرق الأوسط بنسبة 48% من إجمالي القيمة، مع وجود أكثر من 3,550 مقهى وعلامة تجارية رئيسية في المدن الكبرى.

كما أن 40-50% من سكان السعودية يستهلكون كوب قهوة واحد على الأقل يوميًا، ما يعكس قوة الطلب المحلي. وتشير البيانات إلى أن المشروب الأكثر طلبًا هو اللاتيه، يليه الكابتشينو والأمريكانو، بينما تبقى القهوة التركية والعربية خيارًا شائعًا خلال المناسبات الدينية.

الاستدامة والإنتاج المحلي

تولي المملكة اهتمامًا كبيرًا لتعزيز الإنتاج المحلي للقهوة، خاصة في منطقة جازان، حيث أعلنت الشركة السعودية للقهوة، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، عن خطط لإنشاء مزرعة نموذجية مساحتها مليون متر مربع لزيادة إنتاج بن أرابيكا المحلي.

كما تستهدف السعودية زراعة 1.3 مليون شجرة قهوة بحلول عام 2025، ورفع الإنتاج السنوي من 300 طن إلى 2,500 طن في المستقبل القريب، يترافق هذا الاهتمام مع زيادة الطلب على القهوة ذات التغليف الصديق للبيئة، خاصة بين الأجيال الشابة.

التجارة الإلكترونية والتكنولوجيا

يشهد قطاع التجارة الإلكترونية نموًا كبيرًا في بيع القهوة، حيث تسهل منصات التسوق عبر الإنترنت وصول المستهلكين إلى منتجات متنوعة من الحبوب، الآلات، والاكسسوارات. 

وفقًا لـ Statista، من المتوقع أن يصل حجم سوق القهوة عبر الإنترنت في السعودية إلى 27.44 مليون دولار في 2025، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 8.26% حتى 2029.

كما تنتشر آلات القهوة الذكية القابلة للاتصال بالإنترنت، مما يتيح للمستهلكين تخصيص وتشغيل عملية التخمير بسهولة، ويضيف قيمة جديدة لتجربة القهوة المنزلية.

الاستهلاك والاستيراد

تعد السعودية من أكبر مستوردي القهوة في العالم، حيث تستورد سنويًا بين 70,000 و90,000 طن من القهوة، وتنفق أكثر من مليار ريال على استهلاك القهوة.

في المقابل، بدأت المملكة بتصدير قهوة محلية بقيمة 16.7 مليون دولار في 2021، مع توقعات بزيادة الإنتاج والتصدير في السنوات المقبلة.

تحديات وفرص سوق القهوة في السعودية

يواجه السوق تحديات مثل تقلبات الأسعار العالمية للقهوة، وضرورة الالتزام بمعايير الجودة والسلامة الغذائية، إلا أن الفرص الاستثمارية تبقى كبيرة، خاصة مع تبني الحكومة مبادرات داعمة وتزايد وعي المستهلكين بالجودة والاستدامة، وتستمر العلامات التجارية المحلية والعالمية في التوسع، مع التركيز على الابتكار في المنتجات وتجربة الزبون.

مستقبل واعد لسوق القهوة السعودي

يبرز سوق القهوة في السعودية كواحد من أكثر الأسواق ديناميكية في المنطقة، مع نمو مستمر في الاستهلاك، انتشار ثقافة المقاهي، وتبني استراتيجيات طموحة لتعزيز الإنتاج المحلي والاستدامة.

مع تزايد الطلب على القهوة المختصة والجاهزة للشرب، وزيادة الاستثمار في التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية، يتوقع أن تستمر السعودية في قيادة قطاع القهوة في الشرق الأوسط لسنوات قادمة.

السابق
الأخضر يختتم استعداداته لمواجهة المكسيك في ربع نهائي الذهبية
التالي
الهلال يتأهل لمواجهة مانشستر سيتي في دور 16 مونديال الأندية

اترك تعليقاً