تتجاوز جهود المملكة العربية السعودية في حماية الشعاب المرجانية مجرد استضافة الاجتماعات الدولية، لتشمل مبادرات بحثية وعلمية طموحة، في مقدمتها مبادرة إحياء الشعاب المرجانية التي تُعد أحد أبرز مشاريع الحفاظ على البيئة في المنطقة والعالم.
أهداف مبادرة إحياء الشعاب المرجانية ودورها المحوري في رؤية 2030
هي مشروع رائد تقوده جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، بالتعاون مع مشروعات وطنية كبرى مثل: نيوم. تهدف المبادرة إلى:
- استعادة الأنظمة البيئية: ترميم 100 هكتار من الشعاب المرجانية في جزيرة شوشة بالبحر الأحمر، بهدف إعادة الحياة إليها وجعلها قادرة على الصمود في وجه التغيرات المناخية.
- بناء أكبر حضانة مرجانية: إنشاء أكبر منشأة لتربية الشعاب المرجانية على اليابسة في العالم، بقدرة إنتاجية تصل إلى مئات الآلاف من شتلات المرجان سنويًا.
- ريادة البحث العلمي: توظيف أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي في مراقبة وتحليل صحة الشعاب، مما يجعل المملكة مركزًا عالميًا للابتكار في مجال علوم البحار.
- دعم الاقتصاد الأزرق: المساهمة في تحقيق أهداف رؤية 2030 من خلال حماية التنوع الأحيائي البحري، ودعم السياحة البيئية، وتعزيز الاستدامة.
تكامل المبادرة مع الاجتماعات العالمية
تُظهر استضافة المملكة للاجتماعات الدولية، مثل الاجتماع الـ38 للمبادرة العالمية للشعب المرجانية (ICRI) في جدة، التزامها القوي بقضايا البيئة العالمية.
يتيح هذا الحدث الفرصة لخبراء وعلماء مبادرة إحياء الشعاب المرجانية لمشاركة خبراتهم مع المجتمع الدولي، والاطلاع على أحدث الأبحاث والتقنيات في مجال الحفاظ على الشعاب.
من خلال هذه الاجتماعات، تؤكد المملكة دورها كشريك عالمي فاعل في مواجهة التحديات البيئية، وتبرز جهودها الرامية إلى توفير حلول مستدامة لحماية النظم البيئية البحرية في البحر الأحمر وخارجه.
من مشروع محلي إلى نموذج عالمي
تُعد مبادرة إحياء الشعاب المرجانية نموذجًا يحتذى به عالميًا في كيفية استخدام التكنولوجيا والبحث العلمي والشراكات الاستراتيجية لتقديم حلول مبتكرة وملموسة لمواجهة أكبر التحديات البيئية.
هذه الجهود لا تخدم مستقبل البحر الأحمر فحسب، بل تسهم أيضًا في تقديم مسار عمل ملهم للمؤسسات والدول الأخرى حول العالم للحفاظ على ثرواتهم البحرية.
