لسنوات طويلة، ساد الاعتقاد بأن الدماغ يتوقف عن إنتاج خلايا جديدة بعد بلوغ سن الرشد، لكن الأبحاث العلمية الحديثة قلبت هذه الفكرة رأسًا على عقب، مؤكدة أن الدماغ قادر على توليد الخلايا العصبية حتى في مراحل متقدمة من العمر، خاصة في منطقة الحُصين المسؤولة عن الذاكرة والتعلم.
وتشير الدراسات إلى أن فقدان الخلايا العصبية وتراجع اللدونة الدماغية مع التقدم في السن يزيد من مخاطر التدهور المعرفي وأمراض مثل الزهايمر. لكن خبراء الأعصاب كشفوا عن دور بروتين يُعرف باسم عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF)، الذي يوصف بـ”سماد الدماغ”، حيث يسهم في نمو الخلايا العصبية الجديدة ودعم الروابط بينها.
الخلايا العصبية والرياضة.. كيف تبني التمارين دماغًا أقوى؟
تؤكد الأبحاث أن النشاط البدني، ولا سيما تمارين المقاومة مثل رفع الأثقال وتمارين وزن الجسم، يعزز إفراز هذا البروتين بشكل أكبر من التمارين الهوائية في بعض الحالات. وقد أظهرت مراجعة علمية عام 2023 أن هذه التمارين ترفع مستويات BDNF بشكل ملحوظ، ما يدعم القدرات المعرفية ويحمي من تراجع الذاكرة.
وإلى جانب تعزيز نمو الخلايا العصبية، تسهم تمارين المقاومة في تقليل ترسب الأميلويد المرتبط بالزهايمر، والحفاظ على حجم الحُصين، إضافة إلى تحسين النوم وتنظيم سكر الدم ودعم الصحة الأيضية والقلب.
ويخلص الباحثون إلى أن دمج تمارين القوة في الروتين اليومي يعد من أقوى الوسائل الطبيعية لتعزيز صحة الدماغ وحماية الذاكرة مع التقدم في العمر.