سياسة

ماريا كورينا ماتشادو: من المعارضة الفنزويلية إلى جائزة نوبل للسلام 2025

ماريا كورينا ماتشادو

ماريا كورينا ماتشادو هي سياسية بارزة ومعارضة قوية في فنزويلا، وواحدة من الأسماء التي أثرت بشكل كبير على المشهد السياسي في أمريكا اللاتينية.

بدأ صعودها على المسرح الدولي عام 2005 عندما استقبلها الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش الابن في البيت الأبيض، في خطوة أعلن من خلالها دعم الولايات المتحدة لها ضد النظام الاشتراكي الذي يقوده نيكولاس مادورو وسلفه هوجو تشافيز.

ماريا كورينا ماتشادو

ذلك اللقاء رسم خارطة طريق لعلاقتها الطويلة والمستقرة مع واشنطن، التي رأت فيها رمزًا للمقاومة السياسية ضد الأنظمة التي تراها معادية لمصالحها الجيوسياسية في المنطقة.

نشاط ماريا كورينا ماتشادو السياسي داخل فنزويلا

منذ ذلك الحين، تولت ماريا كورينا منصب المديرة التنفيذية لمنظمة المجتمع المدني “Súmate”، التي ركزت على تعزيز الديمقراطية والشفافية في الانتخابات الفنزويلية، كما ساعدت المنظمة في تنظيم حملات انتخابية ومظاهرات واسعة ضد النظام، مما جعلها إحدى أبرز رموز المعارضة.
وفي وقت لاحق، أسست حزب “Vente Venezuela” أو “فينتي فنزويلا”، الذي أصبح أحد أهم قوى المعارضة الرسمية في البلاد، واتسم الحزب بمواقفه الصارمة المناهضة للاشتراكية، وبسعيه لإعادة فنزويلا إلى قيم السوق الحرة والحريات المدنية.

ماريا كورينا ماتشادو

تحالفات دولية مثيرة للجدل

ما يميز ماريا كورينا أنها ليست مجرد معارضة محلية، بل شخصية ذات شبكة علاقات وتحالفات سياسية دولية.

ففي عام 2020، وقعت اتفاق تعاون رسمي مع حزب الليكود الإسرائيلي، يتضمن شراكة استراتيجية في مجالات السياسة والأمن والقيم المشتركة مثل الديمقراطية واقتصاد السوق.

وأكدت في تصريحاتها أنها ستعيد العلاقات الدبلوماسية بين فنزويلا وإسرائيل في حال توليها الحكم، بعد أن قطعت عام 2009 عقب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

هذا الاتفاق جعل علاقاتها الدولية أكثر تعقيدًا، وكرسها كطرف فاعل ضمن شبكة تحالفات سياسية تمتد من أمريكا اللاتينية إلى الشرق الأوسط.

حضور ماريا كورينا ماتشادو في تحالفات اليمين الأوروبي

في عام 2025، شاركت ماتشادو في مؤتمر باتريوتس الأوروبي المنعقد في مدريد، وهو تحالف يميني متطرف يضم أحزابًا قومية وشعبوية أوروبية.

يتبنى التحالف خطابات معادية للهجرة واليسار، ويدافع عن السيادة الوطنية والقيم الغربية التقليدية مثل الأسرة والدين والوطن.

وفي العام نفسه، انضم حزب الليكود الإسرائيلي كعضو مراقب في التحالف، ما أوضح الروابط المتشابكة بين يمين أوروبا وإسرائيل وأمريكا اللاتينية.

ماريا كورينا كانت عنصرًا فاعلًا داخل هذا التيار الذي يجمع بين الاتجاهات الشعبوية المعادية للهجرة والمؤيدة لإسرائيل.

العلاقة بتيار ترامب واليمين الشعبوي

ترتبط ماريا كورينا أيضًا بالتيارات السياسية في الولايات المتحدة، وخاصة تيار ترامب الذي يمثل صعود اليمين الشعبوي الأمريكي منذ انتخابات 2016، ويقوم هذا التيار خطاب قومي متشدد يرفض الهجرة ويدافع عن القيم الوطنية التقليدية، كما يعارض الليبرالية واليسار ويدعم سيادة الدولة الوطنية.

ولم يقتصر تأثير هذا التيار على أمريكا فحسب، بل امتد إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية، حيث تُعد إسرائيل حليفًا رئيسيًا له في رؤيته السياسية.

موقفها من القضايا العربية والإسلامية

يحمل التحالف الذي تنتمي إليه ماريا كورينا ماتشادو خطابًا معاديًا واضحًا للهجرة من الدول ذات الأغلبية المسلمة، ويعتبر الإسلام تهديدًا للهوية والثقافة الأوروبية الغربية.

كما أن حزب الليكود الإسرائيلي يُعد من ركائز هذا الخطاب، بدعمه لسياسات توصف في كثير من الأحيان بأنها معادية للعرب والفلسطينيين.

هذه المواقف جعلت التحالف الذي تشارك فيه ماريا كورينا جزءًا من شبكة سياسية تتبنى خطاب الإسلاموفوبيا ومعاداة العرب، تحت شعارات الدفاع عن القيم الغربية والأمن القومي.

جائزة نوبل للسلام 2025 والجدل المحيط بها

ماريا كورينا ماتشادو María Corina Machado

فوز ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام لعام 2025 أثار جدلاً واسعًا، خصوصًا مع منافسة قوية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي روج لنفسه كمرشح للجائزة بناءً على دوره في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

ورغم تلك المنافسة، فضّلت لجنة نوبل منح الجائزة لماتشادو تقديرًا لنضالها المستمر دفاعًا عن الديمقراطية والحرية في فنزويلا، وسط ظروف سياسية وإنسانية معقدة.

ورغم أن الدعم الأمريكي والدولي كان عنصرًا مهمًا في مسيرتها، إلا أن الجائزة جاءت أيضًا تقديرًا لجهودها الميدانية ونضالها الحقيقي داخل البلاد ضد نظام استبدادي طويل الأمد.

السابق
فيلم أوسكار: عودة الماموث يدخل سجّل الأفلام الخيالية
التالي
أفضل شركة لخدمات التنظيف المنزلي في خميس مشيط – كلين ستار

اترك تعليقاً